السرطان في يومه.. فرصة للتقييم

التاريخ: 03/02/2014

هل السرطان بحاجة ليوم في السنة لنتذكره. وهل نحن أصلاً بحاجة لمن يذكرنا به ونحن نراه رأيّ العين يتخطف الأحبة من حول إذاً لماذا اليوم العالمي للسرطان؟

لقد تم تعيين يوم عالمي للسرطان لإزالة بعض الأساطير والمفاهيم الخاطئة حول هذا المرض، لما ينتج عنها من أثر سلبي لنظرة المجتمع لهذه المرض وطريقة التعامل معه.

لم تعد كلمة سرطان مرادفة للموت، فقد تقدم العلم في مجال التشخيص والعلاج بحيث تم تحويل المرض في العديد من الحالات من مرض قاتل إلى آخر قابل للشفاء، أو على أقل تقدير إلى مرض مزمن يمكن التعامل معه.

لكن كل هذا مرهون بتغيير ثقافة ونظرة المجتمع إلى هذا المرض، والتخلص من كل رواسب النظرة التقليدية له، بوصفه وصمة يتحاشى الكثيرون التحدث عنها.

كما أنه مرهون باتخاذ كافة الإجراءات المتوفرة للكشف المبكر عنه، بحيث يتم الاستفادة من الوسائل المتوفرة لعلاجه في حدودها القصوى.

لقد ارتأى العالم أن يكون أحد شعارات الحملة لهذا العام (حق المعالجة لكل المرضى بعدالة) وهذا شعار جميل جداً، لكن السؤال المهم هل نحن قادرون على تطبيقه على أرض الواقع.

لقد كان أحد أهم مكتسبات المرضى الأردنيين المصابين بالمرض هو الحق في العلاج المجاني الذي كفلته لهم الدولة. لكن السؤال هنا، هل ستتمكن الدولة في الاستمرار بالوفاء بهذا الالتزام مع تزايد أعداد المرضى والزيادة المضطردة على كلف العلاج؟ لقد اصبحت فاتورة العلاج بشكل عام، وفاتورة علاج السرطان بشكل خاص تشكل اليوم عبئاً كبيراً على اقتصاد الدول الغنية، فباتت تبحث عن الطرق المناسبة لخفض هذه التكلفة، فما بالك بدولنا التي تعاني من اقتصاديات منهكة.

لا بد للدولة من وضع استراتيجية واضحة لمكافحة وعلاج السرطان، نأخذ بعين الاعتبار العاملين الطبي والاقتصادي، تنطلق من مبدأ المساواة بين المرضى في جودة العلاج المقدم. لقد أثبتت كل الدراسات العلاقة الطردية بين تحسين الجودة وخفض كلفة العلاج، فعلاج ذو جودة عالية، يؤدي إلى نتائج جيدة ومضاعفات أقل وبالتالي كلفة أقل.

الأردن لا ينقصه الكوادر المدربة، ولا الأجهزة المتطورة ولا العلاجات المتقدمة، لكن ما يلزم الآن استراتيجية وطنية تصهر كل هذه العوامل في بوتقة واحدة للوصول للهدف المرجو وهو علاج عالي الجودة بكلفة أقل تضمن ديمومة هذه العملية، يلزمنا استراتيجية تعالج أصل المشكلة لا أعراضها، استراتيجية تبدأ من الوقاية من مسببات المرض الرئيسية والكشف المبكر عنه وتنتهي بتوحيد بروتوكولات العلاج التي يجب أن تكون مبنية على الأدلة العلمية. نحن بحاجة إلى استراتيجية لا تبقى حبيسة الأدراج ولا رهينة تغيير مسؤول ما، يشارك فها كل المعنيين بهذا الموضوع وتكون ملزمة للجميع. بدون هذه الاستراتيجية ستجد الدولة نفسها عاجزة عن الوفاء بالتزامها الذي قطعته على نفسها بالتكفل بعلاج مرض السرطان.