لقاء د. عاصم منصور | سرطان الثدي يصيب الصغيرات أيضاً | الجزيرة

2019/10/16
الإصابة بسرطان الثدي كابوس يؤرق النساء، ورغم كثرة ضحايا ذلك المرض الخبيث خلال العقود الماضية، فإنه لم يعد ذلك الزائر القاتل، فالمواجهة باتت ممكنة، ولا سيما أن نسب الشفاء منه تتجاوز 95% في
مراحله الأولى، خاصة إذا تم الكشف مبكرا عن المرض وعلاجه بالشكل الصحيح.

في حديثه للجزيرة نت، أكد المدير العام لمركز الحسين لعلاج السرطان بالأردن الدكتور عاصم منصور أن علاج سرطان الثدي في مراحله المبكرة قد يحتاج بين شهرين وستة أشهر للشفاء الكامل حسب حالة المريضة ومدى استجابة الجسم للعلاج.

وأضاف منصور أن مريضة سرطان الثدي قد لا تحتاج للعلاج الكيميائي والإشعاعي بعد استئصال الكتلة المصابة من الثدي بعملية بسيطة تستمر ساعتين تقريبا، يجرى بعضها عن طريق المنظار دون الحاجة لعملية جراحية.

الأكثر شيوعا وشفاء
الجزيرة: حدثنا عن نسبة انتشار مرض سرطان الثدي بين الأردنيات، وأنواع هذا السرطان.
رغم أن سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعا بين السيدات الأردنيات، إذ يشكل حوالي 40% من مجموع السرطانات المنتشرة في الأردن، فإنه الأكثر شفاء.

وتابع منصور أنه تم تشخيص ثمانية آلاف حالة إصابة بالسرطان بالمركز خلال العام. من هذه الإصابات شُخّص 1278 إصابة بسرطان الثدي، حيث سجلت 16 إصابة بسرطان الثدي للرجال.
مراحل الكشف المبكر
الجزيرة: ما مراحل الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟

منصور: هناك تباين في وجهات النظر بين مختلف الدول حول السن الذي تنصح المرأة فيه بإجراء صورة الماموغرام للكشف المبكر. قد لا تتنبه بعض النساء إلى العمر الضروري للخضوع لإجراءات الكشف المبكر لسرطان الثدي، وينصح بإجراء صورة الماموغرام سنويا في سن الأربعين، وفقا لتوصيات البرنامج الأردني لسرطان الثدي، لأن متوسط عمر السيدة الأردنية عند إصابتها بسرطان الثدي حوالي 50 عاما.

مع ضرورة قيام السيدة بالفحص الذاتي والسريري للثدي ابتداء من عمر الخامسة والعشرين، أما السيدات اللواتي لديهن تاريخ أسري في الإصابة بسرطان الثدي، وخاصة عند القريبات من الدرجة الأولى مثل الأم والأخوات، فينصحن بالبدء بالكشف المبكر بأعمار مبكرة.

وأشار منصور إلى أن هناك طرقا طبية أخرى مساعدة نلجأ إليها مثل التصوير ثلاثي الأبعاد بالأمواج فوق الصوتية، وتصوير الثدي بواسطة الرنين المغناطيسي، وهاتان الطريقتان مفيدتان جدا للسيدات اللواتي تكون كثافة الثدي لديهن عالية، بحيث تؤثر على قدرة الماموغرام على كشف الأورام الصغيرة.

وأضاف أنه في المرحلة الثانية يجري التشخيص الطبي إذا ما كانت هناك شكوك بوجود سرطان، وذلك من خلال أخذ خزعة (عينة) من المنطقة المشتبه فيها، وهذا إجراء بسيط ويجرى تحت التخدير الموضعي.

الأعراض الأولية
الجزيرة: ما الأعراض الأولية التي تظهر على المريضة بسرطان الثدي والتي تدعوها للكشف المبكر؟
منصور: هنالك طيف واسع من الأعراض التي تشير لوجود سرطان الثدي وتستدعي مراجعة الطبيب، أهمها وأكثرها انتشارا وجود ورم صلب أو كتلة لم تكن موجودة من قبل، أو وجود انتفاخ في جزء من الثدي دون الآخر، أو تغير في الجلد من حيث الشكل أو اللون، أو تغير في شكل أو لون الحلمة، أو ملاحظة إفرازات من الحلمة، أو تضخم في أحد الثديين، أو ظهور تقشر في جلد الحلمة.

وكل هذه الأعراض ليست بالضرورة ناجمة عن ورم خبيث، لكنها تستدعي العرض على الطبيب وإجراء بعض الإجراءات التشخيصية للتأكد، وفي مراحله المبكرة لا يكون لسرطان الثدي أي أعراض أو آلام، لكن مع تطور المرض إذا لم يكشف عنه مبكرا يبدأ بتكوين أعراض أخرى.

هل يصيب سرطان الثدي الصغيرات؟
الجزيرة: هل يصيب المتزوجات فقط أم يمكن أن يصيب الفتيات أيضا؟

منصور: سرطان الثدي غير مرتبط بعمر محدد، ففي الأردن 50% من المصابات بسرطان الثدي أعمارهن تحت الخمسين عاما، و”كلما تعرض الثدي لهرمونات أقل، تراجعت نسب الإصابة بسرطان الثدي، فالمرأة التي أنجبت مرات عدة، والمرضعة طبيعيا، أقل إصابة بسرطان الثدي المرتبط بالنشاط الهرموني في الجسم، فكلما قل تعرض السيدة للنشاطات الهرمونية، تراجعت حينها نسبة الإصابة بسرطان الثدي”.
عمليات التجميل وسرطان الثدي
الجزيرة : ما أسباب انتشار سرطان الثدي في الأردن؟ هل هي حياتية أم غذائية أم بيئية؟ وهل عمليات التجميل وتكبير الثدي التي تجريها نساء لها دور في الإصابة؟

منصور: ليس هناك سبب مباشر وقطعي لسرطان الثدي، فهنالك من 10% إلى 15% بسبب جين وراثي، لذلك في حالة وجود أي شخص مصاب في العائلة بقرابة من الدرجة الأولى سواء الأم أو الأخت، أو من الدرجة الثانية الخالة أو ابنة الخالة، يفضل أن تجري المرأة الفحص المبكر للثدي.

كما أن الدراسات العلمية لم تشر إلى وجود علاقة بين الإصابة بسرطان الثدي وعمليات التجميل، ولكن كل الالتهابات المتكررة على مدى سنوات وفي المنطقة ذاتها قد تؤدي للإصابة بالسرطان، وعندما تجري المرأة عمليات تجميل فإن الجروح تسبب خللا بالأنسجة الموجودة، وتعيق عمل الخلايا المناعية المقاومة وتضعفها مما يؤثر على إصابة محتملة.

مراحل الإصابة
الجزيرة: ما مراحل الإصابة بسرطان الثدي؟ وأي المراحل فيها أعلى نسب بالشفاء؟

منصور: هناك خمس مراحل للإصابة يتنقل فيها سرطان الثدي، أخفها المرحلة الصفرية، وتعرف بمرحلة ما قبل تحول الخلايا إلى خلايا شرسة، وتهدف حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي للكشف عنها في هذه المرحلة.

ونسبة الشفاء من سرطان الثدي بهذه المرحلة تقارب 100% من المصابات المكتشفات، ثم هناك أربع مراحل من 1 إلى 4، المرحلة الأولى تكون فيها الخلايا أقل شراسة ونسب الشفاء فيها تتجاوز 95%، وفي المرحلة الثانية تقل إلى 90%، وكلما زادت المرحلة كان الورم أكبر وأكثر شراسة وتراجعت فيها نسب الشفاء إلى 70% إلى 80%.

وهناك دول طبقت مبكرا برنامجا وطنيا للكشف المبكر، وأصبح معظم الحالات تشخص في المراحل المبكرة، بينما عندنا في الأردن 13% من الحالات تشخص في المرحلة الرابعة.

وفي هذه المرحلة خطورة عالية بحيث يكون المرض قد انتشر في الدم أو الجهاز الليمفاوي، وتصبح الحالة صعبة، ونسبة الوفيات بسرطان الثدي بين المصابات 10% وفقا لإحصائيات السجل الوطني للسرطان.

مراحل العلاج
الجزيرة: ضعنا في صورة مراحل علاج سرطان الثدي، وآخر التطورات الطبية العلاجية في المركز.

منصور: في المراحل المبكرة من السرطان عادة ما تكون الجراحة لاستئصال الورم هي الحل الأمثل، وتكون جراحة محدودة تحافظ على الثدي، وقد يصاحبها علاج بالأشعة أو الهرمونات.

أما في المراحل المتقدمة من الإصابة، خصوصا المرحلتين الثالثة والرابعة، فإن العلاج الرئيسي هو العلاج الكيميائي، وعادة ما يستغرق وقتا طويلا يصل إلى أشهر عدة، وهناك طرق جديدة بالعلاج البيولوجي الموجه والعلاج المناعي.

المصدر : الجزيرة
https://www.aljazeera.net/women/2019/10/16/%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D8%B5%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%8A%D8%B6%D8%A7-%D9%83%D9%8A%D9%81