“اطلاق حملة التوعية بالكشف عن سرطان الثدي تحت شعار: “لا تستني الأعراض.. افحصي
للحديث عن إطلاق حملة التوعية
اطلاق حملة التوعية بالكشف عن سرطان الثدي تحت شعار:
«لا تستني الأعراض.. افحصي »
بدأنا نلمس أن كثيراً من السيدات اللواتي يراجعن المركز، يشخصن في مراحل مبكرة من الإصابة
بسرطان الثدي، وحتى في مراحل الصفر. و تعتبر هذه رسالة أمل وتفاؤل ونجاح: فقد أحرزنا تقدماً كبيراً في حثّ وتشجيع السيدات الأردنيات على إجراء فحوصات الكشف المبكر، وبالتالي ضاعفنا فرص كشف المرض مبكراً، مما يرفع نسب الشفاء .
لذلك أنصح كل سيدة أن لا تنتظر الإصابة بسرطان الثدي، وأناشدها بالتوجه لعمل فحوصات الكشف
المبكر. وفي الأردن ينبغي على المرأة في سن الأربعين ال” 40 “ أن تقوم بإجراء صورة الماموغرام، وفي سن ال” 25 “ أن تبدأ بعمل الفحص الذاتي للثدي.
ووفقاً لآخر احصائية للسجل الوطني للسرطان، سُجلت) 1262 ( إصابة بسرطان الثدي بين السيدات، أي ما نسبته % 40 من مجموع أورام السيدات. هذا ويحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى عند السيدات .
ما يميز مركز الحسين للسرطان هو انشاء برنامج متكامل لتوفير الرعاية الطبية الشمولية للنساء
المصابات بسرطان الثدي. يضم عيادات ومرافق لتوفير العلاج والرعاية الطبية على أيدي كوادر طبية
متخصصة.
تشير معدلات نسب الشفاء من سرطان الثدي في مركز الحسين للسرطان، إلى % 96 إذا كان المرض في المرحلة الأولى، و% 91 في المرحلة الثانية، و% 100 في المرحلة الصفرية.
نفخر بلقاء مدير عام مركز الحسين للسرطان، الدكتور عاصم منصور للحديث عن البرنامج الأردني للتوعية بسرطان الثدي
حاورته حنان الفقهاء
جوهارت: هذا العام أطلقتم حملة التوعية بسرطان الثدي تحت شعار: «لا تستني الأعراض افحصي » ما الذي دفعكم لتبني لهذا الشعار؟ وهل هناك مؤشرات جديدة ظهرت بالنسبة لواقع سرطان الثدي في
الأردن؟
في كل سنة بعد الانتهاء من حملة شهر أكتوبر للتوعية بسرطان الثدي، نقوم بدراسة نتائج هذه الحملة، وبعمل إستفتاء، لقياس مدى نجاحها، وتحقيقها للأهداف المرجوة.
ومن ضمن الأسئلة التي نطرحها على السيدات: «ما هو السبب الذي يمنعك من عمل صورة الماموغرام، وإجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي؟ »، وتبين لنا أن أربع سيدات من بين عشر سيدات، كانت إجابتهن عن السؤال: «أنا لا يوجد عندي أعراض حتى أقوم بالفحص !!»
نحن من خلال شعار حملتنا لهذا العام نوجه رسالة لهن، عن أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وجوهره أن تبادر السيدة إلى إجراء الكشف المبكر، وتجري الفحوصات قبل ظهور الأعراض. وبرغم التحسن الملموس الذي بدأنا نلمسه بالنسبة لوعي السيدات بأهمية الكشف المبكر، وزيادة إقبالهن على إجراء الفحوصات في الأردن، والذي انعكس ايجاباً على النتائج، أصبحنا نشهد العديد من حالات سرطان الثدي التي تشخص في المراحل المبكرة، إلا أنه ما زال هنالك نسبة كبيرة من الحالات تشخص في مراحلها المتأخرة. حيث دلت آخر الإحصاءات المنشورة أن حوالي % 13 من حالات سرطان
الثدي تشخص في المرحلة الرابعة، وهي نسبة تعادل ضعف مثيلاتها في الدول المتقدمة.
هل هناك بروتوكول جديد متبع لتشخيص أمراض وأورام الثدي؟
نحن ننصح السيدات بإجراء صورة الماموغرام بدءً من عمر الأربعين “40 “، بشكل سنوي، وكما ننصحها بالبدء بالفحص الذاتي والسريري، للثدي بدءً من عمر الخامسة والعشرين ) 25 (. أما السيدات اللواتي لديهن نسبة خطورة عالية للإصابة بسرطان الثدي فننصحهن بالبدء بالكشف المبكر في سن أبكر. ونركز هنا على السيدات اللواتي لديهن تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الثدي: خاصة لدى القريبات بالدرجة الأولى أو من تعرضن للأشعة العلاجية على منطقة الصدر. ويجب ان تجرى هذه الفحوصات ضمن برنامج معتمد من قبل المختصين. كما يمكن إجراء فحوصات طبية للكشف عن الطفرات الجينية التي قد تسبب سرطان الثدي عند هذه الشريحة من السيدات.
هل هناك طرق وقاية من سرطان الثدي؟
في تعاملنا مع أنواع السرطان المختلفة، هنالك بعض أنواع السرطان التي لها مسببات واضحة، ويمكن تلافيها بالتوقف عن بعض العادات الضارة. وهنالك أنواع أخرى من السرطان لن يكون الكشف المبكر عنها هو الوسيلة الأنجع مثل سرطان الثدي.
وهنالك دراسات تؤكد بأن نسبة سرطان الثدي تزداد بازدياد فترة تعرض السيدة للهرمونات مثل :
حدوث الحمل في عمر متأخر
بدء الدورة الشهرية في عمر مبكر
تناول بعض أنواع الهرمونات
كما أن هنالك دراسات تربط بين زيادة الوزن وتعاطي الكحول مع ازدياد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، لكن يبقى الكشف المبكر هو حجر الأساس لأي برنامج لمكافحة سرطان الثدي.
ما هي نسبة الإصابة بسرطان الثدي العام الماضي وهل تعتبر هذه النسبة مرتفعة؟
حسب آخر احصائية للسجل الوطني للسرطان سجلت 1278 إصابة بسرطان الثدي من بينها 1262 عند السيدات لتشكل حوالي % 40 من أورام السيدات، كما تم تشخيص 16 إصابة بسرطان الثدي عند الرجال.
سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعاً لدى السيدات، لكن عندما نقارن نسبة السيدات المصابات بسرطان الثدي في الأردن بتلك النسب في الدول الغربية، نجد بأنها نسب منخفضة جداً، إذ لدينا 45 سيدة مصابة بسرطان الثدي لكل 100 ألف سيدة في الأردن، أما في الدول الغربية، فهذا الرقم يرتفع ليصل إلى 125 إصابة.
نحن ما زلنا نسجل نسباً أقل، لكن هذا الرقم مرشح للزياده في السنوات القادمة، نظراً للتقدم في عمل فحوصات الكشف المبكر، كما أصبح الناس يعيشون لفترات أطول، وممكن أن يكون هناك عوامل أخرى، لأن طابع حياتنا يقترب من طابع الحياة الغربية، وأتوقع أن هذه النسبة سوف تزداد.
ما هي نسب الأعمار عند الإصابة وهل هي ذات الأعمار في دول في الغرب؟
تصاب السيدات في بلادنا في سنّ أقل بحسب آخر الدراسات، حيث بلغ متوسط عمر السيدات عند الإصابة حوالي 52 سنة.
لذلك كان الرأي لدينا بالبدء بالكشف المبكر عن سرطان الثدي في عمر الأربعين بينما في الدول الغربية يبدؤون بالكشف في عمر ال 45 إلى 50 سنة، ذلك لأن السيدات الأردنيات المصابات به قبل عمر 51 سنة يشكلن ما نسبته 50% من السيدات.
ما الذي يميز مركز الحسين للسرطان في علاج سرطان الثدي؟ وما عدد الكوادر التي تعالجه وما هي مؤهلاتهم؟
أعتقد أن أهم ما يميزه هو شمولية التشخيص والعلاج، فلم نترك أمر التشخيص والعلاج لشخص واحد أو فحص واحد، بل من خلال عيادة مشتركة: فكل يوم أربعاء يجتمع حوالي 30 شخصاً: بينهم طبيب أورام، وجراح أورام، وطبيب الأشعة العلاجية، وطبيب من المختبرات، وممرضات وصيدلي من الصيدلة السريرية، وأخصائيو الدعم النفسي، كلهم تحت سقف واحد وفي غرفة واحدة يجتمعون من أجل نقاش كل حالة على حدا، وهذا أهم ما يميز مركز الحسين للسرطان.
وبالطبع فكل سيدة تختلف طريقة علاجها حسب الحالة، وموقع الورم، وطبيعة الجسم ووضع الهرمونات، والوضع الصحي العام وكثير من الأمور. والطفرات الجينية وهو ما يعرف الآن بالطب الدقيق أو Personalized medicine .
ما هي نسب الشفاء من سرطان الثدي في مركز الحسين للسرطان؟
تشير أرقام مركز الحسين للسرطان، والتي تنشر لأول مرة أن نسب الشفاء لما يسمى علمياً ب)ٍ ) years survival 5 تكون على النحو التالي:
إذا كان المريض في المرحلة الأولى تكون نسبة الشفاء 96% ،
في المرحلة الثانية تكون نسبة الشفاء % 91 ،
في المرحلة الثالثة تكون نسبة الشفاء % 75 ،
في المرحلة الرابعة تكون نسبة الشفاء % 31 ،
أما في المرحلة الصفرية فتبلغ نسبة الشفاء % 100 ، والتي نسعى فيها لتشخيص المريضات مبكراً، بحيث تستطيع المريضة أن تعود لممارسة حياتها الطبيعية.
هل هناك أنواع كثيرة لأورام الثدي، وما أكثر هذه الأنواع خطورة، وهل تعالج جميع أورام
الثدي في الأردن؟
يوجد نوعان مهمان: أحدهما يشكل حوالي % 80 من الحالات والتي يكون السرطان فيها نابعاً من قنوات الحليب، ويوجد نوع ثاني ينبع من الغدد الحليبية نفسها وهو مسؤول عن معظم النسبة المتبقية، لكن أشدّ أنواع السرطان خطورة هو ما يكتشف متأخراً: خاصة إذا انتقل إلى أعضاء الجسم
الأخرى فإذا لم ينتقل سرطان الثدي إلى الغدد الليمفاوية، أو عن طريق الدم، فهذا يعني أن الأمور ما زالت تحت السيطرة.
لكن في اللحظة التي تبدأ الخلايا السرطانية بالتنقل لأماكن أخرى من الجسم، هنا تصبح خطورته عالية.
كما أن هناك بعض أنواع السرطان شرسة بطبعها ونوعها. مثل النوع الذي تكون فيه مستقبلات الهرمونات سلبية، وتحتاج للعلاج الكيماوي مما يعني أن السيدة لن تستجيب للعلاج الهرموني.
هل هناك فترة معينة حتى ينتشر المرض إلى الأعضاء الأخرى؟
يختلف هذا الأمرمن سيدة لأخرى، وله علاقة بنوع السرطان، وبعمر السيدة. وله علاقة بطبيعة الهرمونات عند السيدة، فبعض السيدات يحتجن سنوات طويلة جداً حتى ينتشر المرض، ممكن عشر سنوات وأكثر، وممكن ألا ينتشر. في المقابل هناك سيدات قد ينتشر لديهن خلال أشهر أو سنة.
ونؤكد هنا أنه في اللحظة التي تشعر السيدة فيها بوجود الأعراض يجب عليها مراجعة طبيبها فوراً. وأتمنى أن تأتي السيدة قبل أن تشعر بأي عرض. إن معظم أورام الثدي عند السيدات، في الغالب هي أورام حميدة، ولكن لا نريد أن نضيع فرصة العثور على ورم خبيث، حتى لو كان عندنا شك
99% أنه مرض حميد، فيستطيع الطبيب أن يحدد أنه حميد بفحص بسيط وسريع.
ذكرت في لقاء سابق أن حملات التوعية بحاجة إلى تعاون وشراكات مع مختلف المنظومات الصحية الأردنية هل بدأتم بمثل هذه الشراكات؟
مبدأنا في العمل في البرنامج الأردني لسرطان الثدي، العمل بتشاركية مع جميع المعنيين والمهتمين، وذلك للاستفادة من نقاط القوة لدى كل فريق، فبعض المؤسسات تمتلك الموارد البشرية والتقنية، وأخرى لديها قدرة على الوصول إلى كافة المناطق، والبعض لديها الرغبة في المساهمة في تمويل الحملات، لذلك كان البرنامج نتاج عمل جماعي بين القطاعين العام والخاص، كلٌ يساهم بما يتقنه. كما قمنا ببناء شراكات عالمية من الجهات التي سبقتنا إلى هذه البرامج وذلك للاستفادة من تجاربهم
في التنظيم والتدريب والمشورة.
ما هي منهجيتكم في العمل في البرنامج؟
لقد عملنا منذ البدايات على خطين متوازيين، فقد سعينا إلى إيصال رسائلنا التوعوية إلى كافة السيدات
الأردنيات وذلك من خلال وسائل الإعلام التقليدية أو من خلال الإعلام الاجتماعي أو المحاضرات.
كما كوّنا شراكات مهمة مع مؤسسات المجتمع المدني المحلية في المحافظات والمدن المختلفة، و قمنا بتدريب السيدات لديهن على كيفية ايصال المعلومة الصحيحة عن الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
كما عملنا على الارتقاء بخدمة تصوير الثدي في كافة المحافظات من خلال استحداث وحدات جديدة أو
العمل على ضبط جودة الوحدات القائمة.
أما في المناطق التي تفتقد إلى هذه الخدمة فقد وفرناها من خلال وحداتنا المتنقلة التي تتنقل بين المدن المختلفة لتقدم خدمة تصوير الثدي بجودة عالية.
كما عملنا على تدريب عشرات الطبيبات والفنيات من كافة القطاعات في مركز الحسين للسرطان على
أحدث الطرق لتصوير الثدي وضبط جودتها، بحيث تحصل السيدة الأردنية على نفس الجودة من صور،
بغض النظر عن مكان إقامتها.
كيف برأيك يمكن أن نبدأ بتوعية الأطفال بسرطان الثدي ونحن نخاف عليهم من نسمة الهواء؟ وهل التوعية للذكور والإناث معاً وما هي رسالتك للأهالي!؟
علم التواصل هو علم لا يستطيع الجميع أن يتقنه، لكن يجب ان يبدأ موضوع مكافحة السرطان بشكل عام من المدارس، لكن الرسالة بشكل عام يجب أن تكون رسالة أمل، وأن تصاغ من قبل خبراء في علم التواصل في الصحة، موجهة إلى الطالبات في الفئة العمرية 16 – 18 عاماً تتضمن معلومات تثقيفية وتوعوية حول سرطان الثدي وأعراضه وضرورة الكشف المبكر عنه.
وأتمنى أن تدخل ضمن سياق معين في المنهاج الدراسي، بحيث أنه يمكن أن يبني عليها في المستقبل
في الختام ما هي رسالتك للمرأة الأردنية والعربية؟!
الرسالة المختصرة «لا تستني الأعراض افحصي » والرسالة الثانية أن السرطان لا يعني الموت، السرطان إذا كشف عنه مبكراً وعولج بالطريقة الصحيحة يعني حياة جديدة، لذلك فإن فحصًا بسيطًا بعمل صورة الماموغرام، يجرى مرة بالسنة أو بالسنتين بكلفة بسيطة، وبدون ألم، ولا تأخذ أكثر من عشر دقائق إلى ربع ساعة فقط. في المقابل هذا يعني الكثير في مستقبل هذه السيدة.
وبرأيي أن السيدات الأردنيات والعربيات يعتبرن أنفسهن في آخر درجة من سلّم اولويات العائلة، والحقيقة أنهن ركن أساسي في كل أسرة، لذلك يجب أن تقبل السيدات على الفحص.