حمل كاذب

يناير 19, 2018

اوردت محطة بي بي سي البريطانية في تقرير لها أن السلطات الغينية قد اعتقلت مشعوذة تدعي المعالجة بالاعشاب بعد قيامها بايهام مئات السيدات الفقيرات بقدرتها على مساعدتهن على الانجاب حيث قامت باعطائهن خلطة من الاعشاب ولحاء الشجر تؤدي الى حبس الغازات في بطونهن.
شهور طويلة جاوزت السنة مرت على تلك النسوة المخدوعات وهن ينمن ويصحون على حلم الميلاد الموعود وبطونهن تزداد تضخما ليأتي اخيرا اليوم الذي اكتشفن فيه ان هذا الحلم كان مجرد غاز لم يلبث ان تطاير.
الغريب كان في رد السيدة المشعوذة عندما سئلت عن سبب سلوكها ليأتي الجواب صاعقا “كنت احاول مساعدتهن في تحقيق حلمهن”.
ليس بعيدا عن هذا الخبر؛ فقد تعثرت قبل ايام خلال جولة لي في احد مواقع التواصل الاجتماعي باعلان اردني بامتياز حول علاج امراض عصبية مستعصية مثل التصلب اللويحي والباركينسون والخرف بواسطة نبات الشيح.
ويبدو انهم من فرط انشغالهم في تخصصهم الدقيق في علاج وظائف الانسان العليا قد غفلوا عن ادراج السرطان الحاضر الدائم في مثل هذه المناسبات.
هذه الاخبار وغيرها ليست نادرة ولا غريبة؛ فحسب تقدير لمنظمة الصحة العالمية فان حوالي 80 % من سكان الدول الفقيرة يلجؤون الى ما يسمى الطب التقليدي.
لكن يبدو ان هذا النهج في “العلاج” قد بدأ يجتاح كافة مناحي حياتنا, واصبح الحل الاكثر انتشارا في علاج مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نرقب فيها بطوننا التي تتضخم في انتظار حلم طال انتظاره لنصحو على رائحة الغاز تملأ المكان.